مجتمع

هل ما تزال النقابات والجمعيات تمثل صوت المجتمع المدني في المغرب؟

المجتمع المدني في المغرب

المجتمع المدني في المغرب : في ظل التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يشهدها المغرب، يثار جدل واسع حول الدور الحقيقي الذي تلعبه الجمعيات المدنية والنقابات المهنية، ومدى قدرتها على تمثيل مطالب الشارع، أم أن دورها انحصر في تمثيل “شكلي” لا يتجاوز حدود الخطابات الرسمية والمناسبات.

واقع المشاركة المدنية: تراجع أم إعادة تموقع؟

رغم أن الدستور المغربي ينص بوضوح على دعم الديمقراطية التشاركية وتثمين دور المجتمع المدني، إلا أن العديد من المراقبين يرون أن أداء عدد من الجمعيات والمؤسسات النقابية لم يعد يعكس تطلعات الفئات التي من المفترض أنها تمثلها، خصوصًا في قضايا الشغل، الصحة، التعليم، والعدالة الاجتماعية.

في المقابل، يرى آخرون أن هذه الهيئات ما تزال تؤدي دورًا مهمًا في الضغط المؤسساتي والترافع، لكنها تواجه تحديات كبيرة مرتبطة بضعف التمويل، وبنية القرار الداخلي، ومحدودية الاستقلالية في بعض الحالات.

النقابات بين الدفاع عن الشغيلة وواقع التوافقات

النقابات المهنية، التي لطالما اعتبرت خط الدفاع الأول عن حقوق العمال، باتت تواجه تساؤلات من داخل قواعدها نفسها. فهل ما زالت تمارس الضغط المطلوب لتحسين أوضاع الشغيلة، أم أن حضورها في جلسات الحوار الاجتماعي لا يتجاوز التنسيق مع السلطات دون نتائج ملموسة؟

يشير عدد من الباحثين إلى أن بعض النقابات أصبحت أكثر انخراطًا في منطق التوافق، وهو أمر مشروع في الأنظمة الديمقراطية، لكنه لا يجب أن يكون على حساب المصلحة العامة أو المطالب العادلة.

الجمعيات المدنية: فاعل تنموي أم صوت خافت؟

من جانب آخر، تعيش العديد من الجمعيات المدنية وضعًا مركبًا. فبين من يشتغل بجد في الميدان، خصوصًا في المناطق القروية والهامشية، نجد أخرى أصبحت مجرد واجهات لمشاريع موسمية أو صدى لخطاب إداري بعيد عن نبض الشارع.

في المقابل، يثمن المتابعون تجارب جمعوية حقيقية استطاعت أن تُحدث فرقًا في قضايا مثل تمكين المرأة، دعم التمدرس، محاربة الهدر المدرسي، وتحقيق التنمية المحلية.

الوضع الحالي يفرض إعادة تقييم الأداء النقابي والمدني في المغرب، ليس عبر الإلغاء أو التشكيك، بل من خلال تقوية الآليات الديمقراطية الداخلية، وضمان استقلالية القرار، وإعادة ربط هذه المؤسسات بجذورها المجتمعية.

يبقى المجتمع المدني، بكل مكوناته، ركيزة أساسية في بناء ديمقراطية تشاركية حقيقية، والرهان اليوم هو على التجديد والتواصل الصادق مع المواطن، في زمن لا يرحم الفراغات ولا يغفر التقصير.

مغاربة بلا حدود

مغاربة بلا حدود

About Author

مقالات مشابهة

أخنوش
مجتمع

أخنوش : تأهيل أزيد من 33 ألف مسكن متضرر من زلزال الحوز

ترأس رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، يوم الأربعاء 19 مارس بالرباط، اجتماع اللجنة البين وزارية المكلفة بمتابعة برنامج إعادة البناء والتأهيل
مصطفى لخصم
أخبار مجتمع

رئيس جماعة إيموزار كندر مصطفى لخصم يعلن استقالته

أعلن رئيس جماعة إيموزار كندر، مصطفى لخصم، استقالته من منصبه، وذلك بسبب تعثر المشاريع ومحاربة الإصلاحات التي كان يعتزم تنفيذها