علوم وتكنولوجيا

من هو الهاكر “جبروت”؟ القصة الكاملة وراء كشف الهوية

الهاكر "جبروت"

في عالم الأمن السيبراني، حيث تدور معارك رقمية بين القراصنة والشركات الكبرى، برز اسم الهاكر “جبروت” (Jabaroot) كواحد من أكثر الأسماء إثارة للجدل في الأشهر الأخيرة. ورغم الغموض الذي أحاط به، تمكن باحثون ومهتمون بالأمن السيبراني من فك لغز هويته تدريجيًا، في قصة تتقاطع فيها أخطاء تقنية مع ذكاء استخباراتي رقمي.

بداية الظهور: رسائل تهديد وحساب مشبوه على تيليغرام

بدأت القصة عندما بدأ الحساب المعروف باسم “جبروت” بنشر رسائل على قناته الخاصة على تطبيق تيليغرام، تتضمن تهديدات ورسائل مشفرة توحي بعمليات اختراق جارية أو قادمة. ورغم محاولاته لإخفاء هويته، وقع “جبروت” في خطأ تقني فادح يُعرف في عالم الأمن السيبراني باسم “خطأ OpSec”، أي سوء إدارة إجراءات الأمان الشخصي أثناء العمليات.

فبدلاً من نشر رسائله بشكل مباشر، قام بتمريرها (Forward) من حساب آخر، ما كشف دون قصد عن اسم مستخدم مشبوه وهو “316M4″، والذي أصبح المفتاح الأول لتتبع هويته الحقيقية.

بداية التحقيق: اسم مستعار يتحول إلى خيط ذهبي

أثار الاسم “316M4” فضول العديد من المحللين الرقميين، وخاصة “الهاكرز المغاربة”، الذين أطلقوا عملية بحث واسعة عبر الإنترنت باستخدام تقنيات تتبع رقمية متقدمة. أولى نتائج البحث قادتهم إلى منصة GitHub، حيث وجدوا حسابًا يحمل نفس الاسم ويحتوي على مشاريع برمجية وسجلات مفصلة (commits) تشير إلى نشاط مكثف في مجال البرمجة.

أول خرق حاسم: البريد الجامعي الألماني

أحد تلك السجلات كشف عن بريد إلكتروني جامعي ألماني: r.mzannar@rub.de، مما أوحى بأن الشخص قد يكون طالبًا أو موظفًا بجامعة “رور” في مدينة بوخوم الألمانية. هذا الاكتشاف دفع الفريق للتحقيق أكثر في هوية صاحب البريد الإلكتروني.

سرعان ما ظهر بريد إلكتروني شخصي آخر mzannar.rachid@hotmail.com، والذي كشف الاسم الكامل: رشيد مزنر.

الحسابات الاجتماعية تقود إلى صورة ومهنة واضحة

ببحث بسيط عبر Google، عُثر على حسابه على منصة LinkedIn، حيث تبين أن رشيد مزنر يعمل مهندس أمن سيبراني (Security Engineer) في شركة “emproof” الألمانية. الحساب احتوى أيضًا على صورة شخصية واضحة، ما أزال الستار عن هوية كانت خفية لأشهر.

غموض الجنسية… وحل اللغز في مسابقات CTF

رغم هذه الاكتشافات، بقيت جنسية رشيد مزنر غير مؤكدة. لكن العودة إلى الاسم المستعار “316M4” على منصات مسابقات الهاكرز (CTF) قادت إلى سيرة ذاتية كتب فيها أنه من تونس. هذا التصريح، رغم أنه غير رسمي، أضاف مصداقية أكبر لافتراض أن “جبروت” هو فعلاً رشيد مزنر التونسي.

رد فعل “جبروت”: هل حاول محو أثره؟

بعد وقت قصير من انتشار المعلومات حول هويته، لاحظ الباحثون تغييرات فورية على قناة “جبروت” في تيليغرام. الرسائل القديمة اختفت فجأة، وحلّت محلها منشورات جديدة دون خاصية التمرير من حسابات أخرى، في ما اعتبره المتابعون محاولة متأخرة لمحو الأثر وإغلاق النافذة التي كشفت هويته.

نهاية اللغز… أم بداية مرحلة جديدة؟

رغم أن الأدلة لم تُؤكد بنسبة 100% أن رشيد مزنر هو الهاكر المعروف بـ “جبروت“، إلا أن التقاطع بين البريد الجامعي، الحسابات الاجتماعية، والبيانات من مسابقات الهاكرز تشير كلها إلى نتيجة واحدة. وهذا التحقيق الرقمي، الذي انطلق من خطأ بسيط في طريقة نشر رسالة، يُعد من أبرز القصص التي تسلط الضوء على أهمية الأمن السيبراني الشخصي، حتى لدى خبرائه.

بحسب ما كشفه تحقيق نشره موقع “إعلام تيفي”، فإن المعطيات الرقمية تشير إلى أن الهاكر “جبروت” قد يكون هو رشيد مزنر، مهندس الأمن السيبراني المقيم بألمانيا.

الكلمات المفتاحية:

الهاكر جبروت، من هو جبروت، رشيد مزنر، اختراقات تيليغرام، الأمن السيبراني، GitHub، 316M4، CTF hacker، مهندس أمن سيبراني، emproof Bochum، Jabaroot identity

مغاربة بلا حدود

مغاربة بلا حدود

About Author

مقالات مشابهة

GITEX Africa Morocco
علوم وتكنولوجيا

تستعد مدينة مراكش لاحتضان النسخة الثالثة من معرض “GITEX Africa Morocco

تستعد مدينة مراكش لاحتضان النسخة الثالثة من معرض “GITEX Africa Morocco”، الذي يُعد أكبر حدث تكنولوجي في القارة الإفريقية. سيُقام
شات جي بي تي
علوم وتكنولوجيا

“شات جي بي تي: الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقًا جديدة في مجالات متعددة”

شهد العالم في السنوات الأخيرة طفرة كبيرة في استخدام الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المتنوعة، وكان من أبرز هذه التطبيقات “شات جي