إقتصاد

منتدى الأعمال المغربي الفرنسي: خطوة استراتيجية لتعزيز الشراكة الاقتصادية في أفق تنظيم مونديال 2030

منتدى الأعمال المغربي الفرنسي

احتضن مركب محمد السادس لكرة القدم بسلا، يوم الخميس، فعاليات منتدى الأعمال المغربي الفرنسي، بحضور رفيع المستوى يجسد متانة العلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا، في ظل الاستعدادات المكثفة لتنظيم نهائيات كأس العالم 2030، بشراكة ثلاثية تجمع المغرب، إسبانيا والبرتغال.

وشهد اللقاء مشاركة شخصيات بارزة من الجانبين، من ضمنهم فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ورئيس لجنة تنظيم المونديال، إلى جانب الوزير الفرنسي المكلف بالتجارة الخارجية، لوران سان-مارتان، والوزير المغربي المكلف بالميزانية، بالإضافة إلى عدد من رجال الأعمال والمسؤولين من مختلف القطاعات.

إحداث لجنة عمل مغربية فرنسية لدعم مشاريع المونديال

من أبرز مخرجات المنتدى، إعلان تأسيس لجنة عمل مغربية فرنسية مشتركة، ستتولى دراسة ومتابعة فرص الاستثمار المرتبطة بتنظيم كأس العالم، خاصة في مجالات البنية التحتية، النقل، السياحة والخدمات. اللجنة ستعمل كمنصة تنسيقية بين القطاعين العام والخاص لتسريع وتيرة المشاريع وضمان مطابقتها للمعايير الدولية.

ويُنظر إلى فرنسا كشريك استراتيجي بفضل خبرتها الطويلة في تنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى، من أبرزها مونديال 1998 وأولمبياد باريس 2024، ما يمنح التعاون بين البلدين بعدًا عمليًا وتجريبيًا يعزز فرص النجاح في تنظيم نسخة متميزة من كأس العالم.

اهتمام فرنسي قوي بالاستثمار الرياضي والبنية التحتية المغربية

المنتدى شكل فرصة حقيقية للشركات الفرنسية لاكتشاف الإمكانيات الاقتصادية الواعدة التي يتيحها تنظيم المونديال بالمغرب. وقد أبدت العديد من المقاولات الفرنسية رغبتها في المساهمة في مشاريع البنية التحتية، خصوصًا تطوير الملاعب، مراكز التدريب، شبكات النقل واللوجستيك، بالإضافة إلى الاستثمار في القطاع الفندقي والسياحي، لمواكبة حجم الإقبال الجماهيري المتوقع خلال البطولة.

كما تم تسليط الضوء على مشاريع استراتيجية في مجالات الطرق، السكك الحديدية، والمطارات، والتي من شأنها تسهيل تنقل المنتخبات والمشجعين بين المدن المستضيفة وتعزيز الربط الداخلي والخارجي للمغرب.

1300 مليار درهم: ميزانية ضخمة لتنظيم استثنائي

بحسب ما تم تداوله خلال المنتدى، يُنتظر أن تتجاوز الميزانية الإجمالية المخصصة لتنظيم كأس العالم 1300 مليار درهم. هذا الرقم يعكس حجم الطموحات المغربية لتحقيق نسخة استثنائية من المونديال، سواء على مستوى البنية التحتية أو الخدمات، كما يشكل دفعة قوية نحو تعزيز جاذبية المملكة كوجهة للاستثمار الدولي.

الخبراء الماليون المشاركون في المنتدى، خاصة من القطاع البنكي، أكدوا أن هذا الاستثمار الهائل لن يكون مجرد تكلفة، بل يمثل فرصة اقتصادية غير مسبوقة ستعود بالنفع على المدى المتوسط والبعيد، عبر خلق فرص الشغل، تنشيط السياحة، وجلب رؤوس الأموال الأجنبية.

مونديال 2030: أكثر من مجرد بطولة رياضية

المنتدى لم يكن فقط لقاء اقتصاديًا حول المونديال، بل جسّد رؤية متكاملة لعلاقات اقتصادية طويلة الأمد بين الرباط وباريس، تتجاوز نطاق الرياضة لتشمل كافة المجالات التنموية. ويؤكد هذا الحدث على أن كأس العالم 2030 يمثل رافعة اقتصادية حقيقية للمغرب، وفرصة لترسيخ مكانته كفاعل إقليمي ودولي في تنظيم التظاهرات الكبرى وجذب الاستثمارات النوعية.

مغاربة بلا حدود

مغاربة بلا حدود

About Author

مقالات مشابهة

صندوق النقد
إقتصاد

صندوق النقد يمنح المغرب 496 مليون دولار لتعزيز الصلابة والاستدامة الاقتصادية

وافق مجلس إدارة صندوق النقد الدولي على منح المغرب 496 مليون دولار كجزء من الدفعة الثالثة لآلية الصلابة والاستدامة. وأكد
المكتب الشريف للفوسفاط
إقتصاد

المكتب الشريف للفوسفاط يحقق رقم معاملات قياسية في 2024

مجموعة OCP (المكتب الشريف للفوسفاط) هي شركة مغربية تأسست في عام 1920، وتُعدّ واحدة من أكبر الشركات الرائدة في صناعة