شهد مركب محمد السادس لكرة القدم بمدينة سلا، يوم الخميس، تنظيم منتدى الأعمال المغربي الفرنسي بسلا الخاص بكأس العالم 2030، في حدث اقتصادي ورياضي كبير يعكس عمق العلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا، ورغبتهما المشتركة في إنجاح تنظيم النسخة التاريخية من المونديال، الذي سيجمع بين ثلاث قارات عبر استضافة مشتركة بين المغرب، إسبانيا، والبرتغال.
سان مارتان: منتدى يفتح آفاقًا واعدة ويعزز اقتصاد الرياضة
خلال افتتاح المنتدى، أكد الوزير الفرنسي المنتدب المكلف بالتجارة الخارجية وشؤون الفرنسيين بالخارج، لوران سان مارتان، أن هذا الحدث يمثل منعطفًا جديدًا في مسار التعاون الثنائي، خاصة في ظل تصاعد أهمية اقتصاد الرياضة كقطاع حيوي يتجاوز الأبعاد الترفيهية إلى أدوار تنموية واستثمارية شاملة.
وأوضح سان مارتان أن العلاقات المغربية الفرنسية في المجال الرياضي تعززت أكثر بفضل الدعم المباشر من قائدي البلدين، الملك محمد السادس والرئيس إيمانويل ماكرون، مبرزًا أن “الهدف من هذا المنتدى هو تعزيز التفكير المشترك بين مجتمعي الأعمال وإحداث فرص شراكة جديدة في مجالات البنية التحتية، والتنقل، والسياحة، والطاقة المستدامة، والرقمنة”.
وأشار المسؤول الفرنسي إلى أن المنتدى يأتي في سياق سجل مشرف لكل من المغرب وفرنسا في تنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى، مستعرضًا تجارب بلاده في تنظيم يورو 2016، وكأس العالم للركبي 2023، والألعاب الأولمبية باريس 2024، مقابل التزامات المغرب باستضافة كأس إفريقيا للأمم 2025، وكأس العالم لأقل من 17 سنة للسيدات لخمس سنوات متتالية.
فوزي لقجع: تنظيم المونديال تتويج لنموذج مغربي تنموي فريد
من جهته، أكد فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ورئيس لجنة تنظيم كأس العالم 2030، أن المنتدى يعكس البعد الاستراتيجي لتنظيم المونديال، موضحًا أن النموذج التنموي المغربي، الذي يقوده جلالة الملك، يركز على الشباب، والبنية التحتية، والاندماج المجتمعي، وهو ما يجعل من استضافة كأس العالم فرصة حقيقية لترسيخ هذا المسار التنموي.
وشدد لقجع على أن “ما يجمع المغرب بفرنسا يتجاوز تنظيم بطولة أو تظاهرة رياضية”، بل يعكس علاقات تاريخية وثقافية متينة بين ضفتي المتوسط، مؤكدًا أن المونديال سيكون فرصة لتعزيز هذا الإرث المشترك، وبناء جسور اقتصادية وحضارية طويلة الأمد.
التازي: المغرب ضمانة للاستقرار وجاذب للاستثمار
بدوره، أبرز نائب رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، مهدي التازي، أن المنتدى يُنظم في لحظة استثنائية يعيشها المغرب، بفضل المشاريع الهيكلية الكبرى التي أطلقها جلالة الملك، مشيرًا إلى أن المملكة باتت وجهة آمنة وجاذبة للاستثمار، لا سيما في قطاعات البنية التحتية والطاقة والمياه.
وأكد التازي أن تنظيم المونديال سيسرّع من تنفيذ عدد من الأوراش الكبرى، مثل بناء موانئ جديدة، وتوسيع الشبكة الطرقية، وتطوير المطارات، والمشاريع البيئية كتحلية المياه والطاقة المتجددة.
وليد الركراكي: المغرب يكتب قصة جديدة بالرياضة والشباب
وفي مداخلة قصيرة، عبّر مدرب المنتخب الوطني، وليد الركراكي، عن اعتزازه بما تشهده المملكة من نهضة رياضية بقيادة جلالة الملك، مبرزًا أن “الرؤية الملكية تضع الشباب في صلب التحول، وأننا نعيش لحظة تاريخية نأمل أن تُتوّج بتنظيم أفضل نسخة من كأس العالم في سنة 2030“.
مونديال 2030.. محطة لتعزيز التعاون الثنائي والمغاربي الأوروبي
أجمع المشاركون في المنتدى على أن مونديال 2030 ليس مجرد تظاهرة رياضية، بل فرصة استراتيجية لإطلاق موجة جديدة من الاستثمارات في المغرب، وتعزيز التكامل الاقتصادي بين الشمال والجنوب، من خلال مشاريع مستدامة تركز على البيئة، والاقتصاد الأخضر، والبنية التحتية الذكية.
كما شددوا على ضرورة أن يكون مونديال 2030 نموذجًا عالميا للاستدامة وخفض البصمة الكربونية، عبر إدماج تقنيات حديثة في التشييد والنقل والطاقة، بما يتماشى مع توجهات المغرب وفرنسا في حماية البيئة والانتقال الطاقي.
كلمات مفتاحية :
منتدى الأعمال المغربي الفرنسي، كأس العالم 2030، اقتصاد الرياضة، فوزي لقجع، لوران سان مارتان، استثمارات فرنسا في المغرب، مشاريع مونديال 2030، البنية التحتية في المغرب، شراكة المغرب وفرنسا، مركب محمد السادس لكرة القدم، مونديال المغرب إسبانيا البرتغال.