هجوم سيبراني على شبكة الكهرباء في إسبانيا – انقطاع التيار عن 60% من الأراضي الإسبانية يثير مخاوف أمنية… والمغرب يعزز التعاون الاستخباراتي مع مدريد
أفادت مصادر استخباراتية إسبانية بأن هجومًا إلكترونيًا “منسقًا ودقيقًا” استهدف شبكة الكهرباء الوطنية في إسبانيا، مما أدى إلى انقطاع مفاجئ وشبه شامل للتيار الكهربائي عن أزيد من 60% من المناطق الإسبانية خلال خمس ثوانٍ فقط، في واحدة من أكبر الهجمات السيبرانية التي عرفتها البلاد في السنوات الأخيرة.
ووفقًا لتقارير إعلامية إسبانية، تحوم الشبهات الأولية حول الجارة كجهة محتملة تقف وراء الهجوم، خاصة في ظل التوترات المتزايدة في العلاقات الثنائية بين مدريد والجارة خلال السنوات الأخيرة، وسجل سابق من الخلافات السياسية والاقتصادية، أبرزها ملف الغاز والهجرة غير النظامية.
ووفق ما نقلته صحيفة El Confidencial Digital عن مصادر أمنية عليا، فإن التحقيقات الأولية تشتبه في تورط الجارة في هذا الهجوم الإلكتروني، بالنظر إلى تطور قدراتها السيبرانية خلال السنوات الأخيرة، وسياق التوترات الجيوسياسية القائمة بينها وبين مدريد.
تصريحات من مدريد
في تصريح مقتضب، قال مسؤول أمني في وزارة الداخلية الإسبانية:
“ما وقع لم يكن حادثًا تقنيًا، بل عملية منسقة تستهدف أمننا الاستراتيجي، والتحقيقات تسير في اتجاه تحديد الدولة الراعية للهجوم.”
المغرب يعزز التنسيق الاستخباراتي مع إسبانيا
في المقابل، أكدت مصادر دبلوماسية مطلعة أن المغرب يواصل تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي مع إسبانيا، خاصة في مجالات الأمن السيبراني ومكافحة الهجمات الإلكترونية، حيث سبق للرباط أن ساهمت في إحباط محاولات تجسس وعمليات قرصنة استهدفت منشآت إسبانية في مناسبات سابقة.
ويأتي هذا الدعم في إطار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، التي تشمل التنسيق في مجالات مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والأمن الرقمي.
تحقيقات متواصلة وتحذيرات من هجمات مماثلة
وفي ظل استمرار التحقيقات، لم تُصدر السلطات الإسبانية أي بيان رسمي يُسمّي الدولة المتورطة، لكنها أكدت أن التحقيق يجري على أعلى مستوى بالتعاون مع شركاء في الاتحاد الأوروبي، وسط تحذيرات من احتمال تكرار مثل هذه الهجمات في المستقبل القريب.
ويحذر خبراء في الأمن الرقمي من أن البنيات التحتية الحيوية أصبحت هدفًا رئيسيًا في النزاعات الجيوسياسية المعاصرة، مشددين على ضرورة الاستثمار في الحماية السيبرانية والتعاون الدولي لصد التهديدات العابرة للحدود.
