شهدت الساحة السياسية المغربية موجة جدل واسعة عقب مشاركة الداعية الإسلامي الموريتاني، محمد الحسن الددو، في فعاليات المؤتمر السابع لحزب العدالة والتنمية، الذي انعقد نهاية الأسبوع الماضي بمدينة بوزنيقة.
وأثار حضور الددو انتقادات لاذعة للحزب، خصوصًا في ظل سجله من التصريحات المثيرة للجدل، التي سبق أن عبّر فيها عن مواقف معارضة لاعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، ورفضه لاتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، بل ودعمه غير المباشر لأطروحة جبهة البوليساريو الانفصالية، وفق ما تداولته وسائل إعلام مغربية ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.
انتقادات داخلية وخارجية
وسارع العديد من الفاعلين السياسيين والنشطاء إلى التعبير عن استغرابهم من استضافة شخصية مثيرة للجدل في ظرفية دقيقة تعرفها القضية الوطنية، معتبرين أن حضور الددو في مؤتمر سياسي لحزب مغربي “يتنافى مع المواقف الوطنية الثابتة للمملكة المغربية”، خاصة فيما يتعلق بقضية الوحدة الترابية.
وطالب بعض المنتقدين قيادة “العدالة والتنمية” بتقديم توضيحات حول خلفيات دعوة الددو، في ظل ما وصفوه بـ”تناقض” الحزب بين خطابه الرسمي المناصر للوحدة الترابية، واستقباله شخصية سبق أن عبّرت عن مواقف تخالف السيادة المغربية على أقاليمها الجنوبية.
الحزب يلتزم الصمت
في المقابل، التزمت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية الصمت حيال هذا الجدل، ولم تصدر أي بيان رسمي يوضح ملابسات دعوة الداعية الموريتاني أو طبيعة مشاركته في أشغال المؤتمر.
ويرى مراقبون أن الحزب قد يجد نفسه مضطرًا إلى الخروج بموقف رسمي لاحتواء تداعيات هذه القضية، خاصة في ظل اقتراب الاستحقاقات السياسية المقبلة، وحساسية الرأي العام المغربي تجاه أي مواقف تمس بالوحدة الترابية.
من هو محمد الحسن الددو؟
يُعد محمد الحسن الددو أحد أبرز الشخصيات الدينية في موريتانيا والعالم الإسلامي، معروف بمواقفه المؤيدة لقضايا الشعوب الإسلامية، غير أن تصريحاته بخصوص الصحراء المغربية والتطبيع مع إسرائيل أثارت جدلًا كبيرًا في الأوساط المغربية، حيث اعتُبرت مناهضة للمصالح العليا للمملكة.