جهة درعة تافيلالت، الواقعة في الجنوب الشرقي للمملكة المغربية، تُعدّ واحدة من أغنى المناطق من حيث التنوع الطبيعي والثقافي. تجمع بين عراقة التاريخ، سحر الواحات، وجمال الصحراء، مما يجعلها وجهة سياحية متكاملة تجمع بين المغامرة والاسترخاء، وبين الأصالة والكرم المغربي الأصيل.
الموقع الجغرافي والمناخ
تمتد جهة درعة تافيلالت على مساحة شاسعة تغطي مناطق مثل الرشيدية، ورزازات، زاكورة، تنغير وميدلت. وتتميز بمناخ شبه صحراوي، حار وجاف في الصيف، ومعتدل إلى بارد في الشتاء، مع سماء صافية أغلب أيام السنة، مما يجعلها مناسبة للزيارة في جميع الفصول.
المعالم السياحية البارزة
1. قصبة آيت بن حدو – ورزازات
تُعدّ من أشهر مواقع التصوير السينمائي في العالم، وأُدرجت ضمن التراث العالمي لليونسكو. تمثل تحفة معمارية طينية تعكس تاريخ المنطقة وأسلوب حياة السكان المحليين.
2. صحراء مرزوكة – الرشيدية
وجهة مثالية لعشاق المغامرة والهدوء. يمكن للزوار التمتع بجولات على ظهر الجمال، مشاهدة شروق وغروب الشمس من فوق الكثبان الرملية الذهبية، أو قضاء ليلة ساحرة تحت النجوم في خيام تقليدية.
3. مضايق تودغى – تنغير
واحدة من أروع المناطق الطبيعية في المغرب. تشتهر بجدرانها الصخرية الشاهقة والينابيع العذبة، وتُعدّ وجهة مفضلة لمحبي التسلق والمشي في الطبيعة.
التجربة الثقافية والحضارية
تتميز الجهة بتراث أمازيغي وعربي غني، يظهر في المعمار، اللباس، الحرف اليدوية (كالزربية والفخار)، والمهرجانات الثقافية مثل: مهرجان الورود في قلعة مكونة، ومهرجان السينما في ورزازات. كما تحتضن درعة تافيلالت العديد من الزوايا والقصور القديمة، مثل قصر غياثة، وقصر أكدز.
المأكولات المحلية
يجد الزائر نفسه أمام تنوع في الأطباق التقليدية، أبرزها: الكسكس بورق الزيتون أو الزبيب، الطاجين بالدجاج أو لحم الإبل والبرقوق، خبز الشعير والحرشة المحلية، وشاي أتاي الصحراوي بالنعناع أو الشيبة. وتشتهر الجهة بتمورها الفاخرة، خاصة من صنف “المجهول” و”بوفكوس”، التي تُعدّ من الأفضل في المغرب والعالم.
السكان وكرم الضيافة
رغم بساطة الحياة وقساوة الظروف الطبيعية، يتميّز سكان درعة تافيلالت بطيبوبتهم وتواضعهم وكرمهم، فهم يستقبلون الزوار بالبشاشة والترحاب، ويعتبرون الضيف “بركة الدار”. وتُعدّ الجلسات الجماعية حول الشاي أو الموائد التقليدية، لحظة من لحظات التواصل الصادق مع روح وثقافة المنطقة.
ما يمكن القيام به كسائح
- القيام بجولة في القصور التاريخية والواحات.
- تجربة التخييم في الصحراء.
- حضور حفلات موسيقية أمازيغية محلية.
- المشاركة في ورش الحرف اليدوية.
- زيارة الأسواق التقليدية واقتناء منتجات محلية (تمور، زيت أركان، الزعفران، الحناء…).
جهة درعة تافيلالت ليست مجرد وجهة سياحية، بل هي تجربة حياة تنبض بالأصالة والجمال، حيث يلتقي السائح بالطبيعة البكر والتاريخ العريق وكرم الإنسان المغربي الأصيل. إنها فرصة للهروب من صخب المدن واكتشاف كنز دفين من ثقافات، مناظر، وأحاسيس لا تنسى.