كشف تقرير استخباراتي أمريكي حديث عن تصاعد مستوى تدخل إيران في نزاع الصحراء المغربية، من خلال تقديم دعم عسكري ولوجستي متزايد لجبهة “البوليساريو” الانفصالية، وذلك بمساعدة مباشرة من ميليشيا “حزب الله” اللبناني، وتحت غطاء دبلوماسي توفره سفارة طهران في الجزائر.
ووفقًا لمصادر مطلعة نقل عنها التقرير، فإن إيران كثفت من أنشطتها في الجزائر خلال الأشهر الأخيرة، حيث يتم استخدام التمثيليات الدبلوماسية كقنوات لتنسيق الدعم اللوجستي، وتسهيل عبور الخبراء العسكريين المرتبطين بـ”حزب الله” لتدريب عناصر “البوليساريو” على استخدام أسلحة متطورة وتقنيات حربية جديدة.
ويشير التقرير إلى أن هذه التحركات الإيرانية تمثل تهديدًا صريحًا للأمن الإقليمي في شمال إفريقيا، خاصة في ظل تنامي التعاون بين طهران والجزائر في قضايا تتعلق بالملف الصحراوي، مما يعكس تحولاً في طبيعة الصراع من نزاع سياسي إلى بُعد جيوسياسي يشمل فاعلين خارجيين.
التقرير ذاته أكد أن إيران تهدف من خلال هذا التموقع إلى توسيع نفوذها في القارة الإفريقية، وخلق بؤر توتر جديدة بالقرب من الحدود الأوروبية، عبر زعزعة استقرار منطقة المغرب العربي، التي تُعدّ من أكثر المناطق حساسية واستراتيجية في إفريقيا.
السلطات المغربية لم تصدر بعد أي تعليق رسمي على مضمون هذا التقرير، إلا أن الرباط كانت قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع طهران سنة 2018، بعد اتهامها بدعم “البوليساريو” عن طريق “حزب الله”، في خطوة اعتُبرت حينها دليلاً على توافر أدلة دامغة بخصوص هذا التنسيق.
ويتساءل مراقبون: هل ستؤدي هذه المعطيات الجديدة إلى إعادة ترتيب التحالفات في المنطقة؟ وهل سيتحرك المجتمع الدولي للحد من التمدد الإيراني في نزاع الصحراء؟ وما موقف الجزائر من الاتهامات المتكررة بشأن التسهيلات الممنوحة لإيران و”حزب الله” في أراضيها؟
في ظل تصاعد التوترات، يبدو أن الملف بات يتجاوز الأبعاد المحلية والإقليمية، ليأخذ طابعًا دوليًا يهدد بتغيير موازين القوى في شمال إفريقيا، وسط دعوات إلى تحرك أممي عاجل لكبح التدخلات الأجنبية المتنامية في هذا النزاع المزمن.
الكلمات المفتاحية : إيران تدعم البوليساريو، حزب الله في الجزائر، تدخل إيران في الصحراء المغربية، العلاقات الإيرانية الجزائرية، النزاع في الصحراء الغربية، دعم البوليساريو بالسلاح، حزب الله والبوليساريو، تقرير أمريكي عن إيران، دعم لوجستي للبوليساريو، إيران والمغرب
