تصعيد إسرائيلي جديد في غزة يسفر عن قتلى وجرحى، ومنظمات أممية تحذر من انهيار كامل للنظام الصحي، في ظل نقص حاد في الغذاء والدواء وتعثر إدخال المساعدات.
شهد قطاع غزة، خلال الساعات الماضية، تصعيداً عسكرياً جديداً من قبل القوات الإسرائيلية، أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، في وقت تتزايد فيه التحذيرات الدولية من انهيار شامل للوضع الإنساني في القطاع.
وأفادت مصادر محلية بأن قصفاً مدفعياً إسرائيلياً استهدف مجموعة من المواطنين في منطقة المواصي غربي مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ما أدى إلى إصابة اثنين منهم بجروح. وفي حادثة منفصلة، توفي طفل يبلغ من العمر 12 عاماً متأثراً بجراح أصيب بها نتيجة إطلاق نار من البحرية الإسرائيلية قرب ساحل رفح.
كما شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات استهدفت مجموعة من الفلسطينيين قرب مسجد معاوية على شاطئ البحر في رفح، وسط تجاهل تام للوضع الإنساني المتدهور الذي يعيشه السكان.
وفي مدينة غزة، نفذت القوات الإسرائيلية عمليات نسف في مناطق شرق حي الشجاعية، فيما قُتل مواطن آخر إثر ضربة جوية استهدفت حي التفاح الشرقي. كما لقي خمسة فلسطينيين مصرعهم وأصيب آخرون في غارة استهدفت خيمة قرب مسجد عبد الله عزام في حي الصبرة جنوب المدينة.
تحذيرات من انهيار النظام الصحي في غزة
على الصعيد الإنساني، حذرت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس، من اقتراب النظام الصحي في قطاع غزة من الانهيار الكامل، مؤكدة أن المساعدات الإنسانية التي تصل إلى القطاع لا تغطي الحد الأدنى من الاحتياجات المتزايدة، في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية.
وأوضحت هاريس أن نحو 10,500 مريض بحاجة ماسة إلى إجلاء طبي خارج القطاع، بينهم حوالي 4,000 طفل، إلا أن عدد الذين تم إجلاؤهم حتى الآن لم يتجاوز 122 حالة فقط.
من جهتها، أعربت جولييت توما، مديرة الإعلام والتواصل في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، عن قلقها العميق من الوضع الإنساني المأساوي، قائلة: “لا مفر لأهل غزة، الموت يلاحقهم أينما ذهبوا، فلا مكان آمن، وكأن العالم يشهد تطبيعاً مع نزع الإنسانية”.
أوضاع مأساوية في ظل الحصار
وتستمر التحذيرات الأممية والدولية من تداعيات تفاقم الأزمة في قطاع غزة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والمياه والوقود، إضافة إلى نفاد الأدوية والمستلزمات الطبية بسبب الحصار المستمر، وتعقيدات إدخال المساعدات.