هدد الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب بفرض عقوبات على أي دولة تشتري النفط أو مشتقاته من إيران، في تصعيد جديد ضمن سياسة “الضغط الأقصى”، وسط توتر متزايد في المنطقة.
في خطوة تصعيدية تنذر بتوترات جيوسياسية جديدة، أعلن الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، في تصريح رسمي يوم الخميس 1 ماي 2025، أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات صارمة على أي دولة أو جهة تشتري النفط أو مشتقاته من إيران، ضمن ما وصفه بسياسة “الضغط الأقصى” على طهران.
ويأتي هذا الإعلان في وقت تتزايد فيه حدة التوتر بين واشنطن وطهران، على خلفية تعثر المفاوضات النووية واتهامات متبادلة بين الجانبين بشأن زعزعة استقرار المنطقة.
تهديد صريح يشمل حلفاء واشنطن وخصومها
صرح ترامب أن العقوبات الجديدة ستكون “شاملة ومباشرة”، وتشمل كل الدول دون استثناء، سواء كانت من حلفاء أمريكا أو من خصومها، مؤكدًا أن بلاده “لن تتسامح مع أي جهة تمول النظام الإيراني عبر شراء النفط”.
وأضاف قائلاً:
“شراء النفط الإيراني هو تمويل مباشر للإرهاب، وكل من يشارك في ذلك سيتحمل تبعاته الاقتصادية والدبلوماسية”.
الصين في مرمى العقوبات
رغم عدم ذكره لدول بعينها، إلا أن الصين تبدو أبرز المستهدفين من هذا القرار، حيث تعتبر أكبر مستورد للنفط الإيراني. وتشير التقديرات إلى أن الصين تستورد نحو 1.8 مليون برميل يوميًا من إيران، ما يمثل أكثر من 85% من صادرات طهران النفطية.
وقد سبق أن استهدفت الولايات المتحدة شركات ومصافي صينية في السابق بسبب “التعامل مع النفط الإيراني بطرق غير قانونية”، ومن المتوقع أن تتوسع هذه العقوبات لتشمل كيانات جديدة.
الخلفية: فشل المفاوضات النووية يعيد العقوبات للمشهد
جاء هذا التصعيد في أعقاب تأجيل الجولة الرابعة من المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، والتي كان من المنتظر أن تجرى في العاصمة الإيطالية روما برعاية عمانية. ووفق مصادر أمريكية، فإن “أسباب لوجستية وتقنية” حالت دون عقد اللقاء.
وربط ترامب بين قرار العقوبات الجديدة وتعنت إيران في الملف النووي، متهماً طهران بـ”مواصلة تخصيب اليورانيوم بمستويات مقلقة ورفضها الشفافية الكاملة”.
الرد الإيراني: “لن نركع تحت الضغط”
في أول رد فعل رسمي، أكد وزير النفط الإيراني أن إيران ستواصل تصدير النفط عبر قنوات غير رسمية، متوعدًا بأن محاولات واشنطن “لتجفيف موارد البلاد ستفشل كما فشلت سابقًا”.
وقال الوزير الإيراني:
“لدينا خبرة طويلة في الالتفاف على العقوبات، ولن نسمح بانهيار اقتصادنا، حلم خفض صادراتنا إلى الصفر لن يتحقق”.
هل تنجح العقوبات في عزل إيران اقتصاديًا؟
يرى خبراء أن هذه الخطوة تمثل تصعيدًا خطيرًا في الصراع الأمريكي الإيراني، وقد تؤدي إلى تداعيات على مستوى الاقتصاد العالمي، خاصة على أسعار النفط.
ورغم الجدية التي يبديها ترامب، إلا أن مراقبين يشككون في قدرة العقوبات على منع إيران من بيع النفط، نظرًا لأساليبها المعقدة في التهريب البحري، بما في ذلك استخدام “أسطول الظل”، وتبديل الأعلام، ونقل الحمولة من سفينة لأخرى في عرض البحر.
أسعار النفط تقفز بعد التهديد
سجلت الأسواق العالمية رد فعل فوري، حيث ارتفع سعر خام برنت إلى 62.13 دولارًا للبرميل، وسط مخاوف من اضطرابات محتملة في الإمدادات، خاصة في حال ردت إيران بتهديد الملاحة في مضيق هرمز.