إقتصاد

بورصة الدار البيضاء على أعتاب تريليون درهم.. طفرة اقتصادية مدفوعة بمشاريع كأس العالم

بورصة الدار البيضاء

تستعد بورصة الدار البيضاء، إحدى أقدم وأهم البورصات في إفريقيا، لتحقيق قفزة تاريخية في قيمتها السوقية، حيث تُشير التوقعات إلى بلوغها سقف تريليون درهم مغربي، ما يعادل نحو 100 مليار دولار أمريكي، خلال السنة الجارية. ويأتي هذا التطور وسط انتعاش ملحوظ في أداء قطاعات حيوية مدرجة في السوق، خصوصًا البنوك، البناء، والخدمات، التي استفادت بشكل مباشر من دينامية المشاريع الكبرى التي تُنفذها المملكة المغربية استعدادًا لاستضافة كأس العالم 2030.

مؤشر MASI يسجّل أداءً قوياً

أظهرت البيانات الأولية لبورصة الدار البيضاء تحسناً واضحاً في المؤشر الرئيسي “MASI”، الذي يقيس أداء السوق، مدعومًا بثقة المستثمرين، وتدفق رؤوس الأموال، وتزايد النشاط الاستثماري في البنية التحتية والقطاعات المصرفية والعقارية. هذا النمو يُعدُّ أحد أبرز المؤشرات على استعادة السوق المالية المغربية لعافيتها بعد سنوات من التقلبات.

كأس العالم 2030.. محرّك جديد للاقتصاد المغربي

يُعزى جزء كبير من هذه الدينامية إلى دخول المغرب مرحلة التنفيذ العملي لمشاريع البنية التحتية المتعلقة باستضافة نهائيات كأس العالم 2030، التي ستنظمها المملكة إلى جانب إسبانيا والبرتغال. ويشمل ذلك بناء وتحديث الملاعب، توسيع شبكات النقل، تعزيز قدرات المدن السياحية، وزيادة الاستثمار في الخدمات اللوجستية والمالية.

هذه المشاريع، التي تُقدّر بمليارات الدراهم، ساهمت في تنشيط قطاعي البناء والعقار، كما عززت ثقة المستثمرين المحليين والدوليين في مستقبل الاقتصاد المغربي، مما انعكس بشكل مباشر على المؤشرات المالية في السوق.

البنوك والمقاولات الكبرى تقود الانتعاش

تلعب المؤسسات البنكية الكبرى دوراً محورياً في هذا التحول، حيث سجّلت أسهمها ارتفاعًا ملحوظًا بفضل تحسين نسب الأرباح، وزيادة التمويلات الموجهة للمشاريع التنموية. كما أن مقاولات البناء والأشغال العامة استفادت من الطلبيات الكبرى، في إطار التحضيرات لمونديال 2030، ما ساهم في رفع تقييماتها داخل السوق المالية.

ثقة المستثمرين تعود تدريجياً

يشير محللون ماليون إلى أن هذه القفزة في القيمة السوقية لبورصة الدار البيضاء تعكس عودة تدريجية لثقة المستثمرين، خصوصاً في ظل سياسة مالية واضحة، واستقرار سياسي واقتصادي يُعد من الأفضل في المنطقة.

وتُبرز المؤشرات الأولية أن قطاعات التكنولوجيا والتأمين ستشهد هي الأخرى انتعاشًا خلال الأشهر المقبلة، خصوصًا مع دخول فاعلين جدد في السوق، وتسهيل مساطر الإدراج في البورصة.

تطلعات نحو جذب الاستثمارات الأجنبية

تُراهن الحكومة المغربية، والبنك المركزي، ومؤسسات السوق المالية، على مواصلة الإصلاحات لتعزيز جاذبية السوق المحلية أمام الاستثمارات الأجنبية، خصوصاً في ظل الترقب العالمي لمشاريع المغرب المستقبلية المرتبطة بكأس العالم، والتحول الطاقي، وتكنولوجيا النقل.

كما أن تحسين التصنيف الائتماني للمغرب من طرف وكالات دولية ساهم بدوره في تعزيز مكانة بورصة الدار البيضاء كمنصة استثمارية واعدة في إفريقيا والعالم العربي.

الكلمات المفتاحية :

بورصة الدار البيضاء، قيمة سوقية تريليون درهم، مؤشر MASI، الاقتصاد المغربي، كأس العالم 2030، مشاريع البنية التحتية، البنوك المغربية، شركات البناء، الاستثمار في المغرب، السوق المالية المغربية، أداء البورصة، الاستثمار الأجنبي، التنمية الاقتصادية المغرب، البورصة المغربية اليوم

مغاربة بلا حدود

مغاربة بلا حدود

About Author

مقالات مشابهة

صندوق النقد
إقتصاد

صندوق النقد يمنح المغرب 496 مليون دولار لتعزيز الصلابة والاستدامة الاقتصادية

وافق مجلس إدارة صندوق النقد الدولي على منح المغرب 496 مليون دولار كجزء من الدفعة الثالثة لآلية الصلابة والاستدامة. وأكد
المكتب الشريف للفوسفاط
إقتصاد

المكتب الشريف للفوسفاط يحقق رقم معاملات قياسية في 2024

مجموعة OCP (المكتب الشريف للفوسفاط) هي شركة مغربية تأسست في عام 1920، وتُعدّ واحدة من أكبر الشركات الرائدة في صناعة