مجتمع

برنامج لالة العروسة بين سندان الطمع ومطرقة تشتيت الأسر

برنامج لالة العروسة

انتقادات حادة تطال برنامج لالة العروسة بسبب تأثيره السلبي على العلاقات الزوجية والأسرية، وتحويله الزواج إلى ساحة تنافس مادي. تفاصيل مثيرة في هذا التقرير.

في وقت كان ينتظر فيه المغاربة من برنامج “لالة العروسة” أن يواصل رسالته في تعزيز قيم الحب والمودة بين الأزواج، أصبح هذا الأخير موضع انتقاد واسع بسبب التحولات العميقة التي طرأت عليه، حيث بات في نظر كثيرين بين سندان الطمع ومطرقة تشتيت الأسر.

منذ انطلاقه في منتصف الألفينات، خطف “لالة العروسة” الأضواء بقصصه الجميلة وأجوائه الاحتفالية التي كانت تُشعر الجمهور بفرحة حقيقية. غير أن مرور السنين وكبر حجم الجوائز وتزايد شهرة البرنامج أدخل عناصر جديدة إلى المعادلة؛ عناصر حولت بعض المشاركين من عشاق يحلمون بحياة مستقرة إلى متسابقين تحركهم حسابات الربح والخسارة.

الطمع في الجوائز… حلم يتحول إلى كابوس

أحد أبرز الانتقادات الموجهة للبرنامج هو تغذية نزعة الطمع المادي لدى المتسابقين. فعوض أن يكون الفوز رمزًا للحب المتين والدعم العائلي، أصبح التركيز منصبًا على الجوائز الضخمة: شقق، سيارات، سفر فاخر… مما دفع بعض الأزواج إلى خوض مغامرة المشاركة دون استعداد نفسي أو عاطفي حقيقي، الأمر الذي تسبب لاحقًا في خلافات وصلت حد الطلاق في بعض الحالات، حسب شهادات منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي.

العائلات تتدخل… والخلافات تطفو

لم تعد المنافسة مقتصرة على الزوجين فقط، بل أضحت عائلاتهم جزءًا لا يتجزأ من الصراع. تدخل الأهل المفرط خلال المنافسات، سواء بالنصح أو الضغط، غالبًا ما يؤدي إلى توتر العلاقات بين العروس والعريس، بل وحتى بين عائلاتهم. قصص كثيرة تداولها الإعلام المحلي عن صراعات نشبت بسبب البرنامج واستمرت لما بعد نهايته.

صورة وردية بعيدة عن الواقع

ينتقد كثيرون “لالة العروسة” بسبب تقديمه صورة مثالية ومصطنعة عن الحياة الزوجية، حيث يتم تلميع العلاقات بطريقة مبالغ فيها، بعيدة كل البعد عن التحديات الواقعية التي تواجه الأزواج. هذا التزييف، في نظر مختصين اجتماعيين، يولد توقعات غير منطقية لدى المشاهدين والمتسابقين أنفسهم.

النزعة المادية على حساب القيم

تأثير آخر خطير هو تعزيز النزعة الاستهلاكية والمادية على حساب القيم الأصيلة كالاحترام، الصبر، والتفاهم. فبدل أن تكون بداية الزواج قائمة على الحب الحقيقي والتعاون، أصبحت بالنسبة للبعض صفقة هدفها الظفر بالماديات. هذا الانزلاق يهدد بإفراغ الزواج من معانيه السامية وتحويله إلى مشروع تجاري أكثر منه شراكة إنسانية.

اتهامات بالتحيز ونقص الشفافية

لا يخلو البرنامج من اتهامات بين الفينة والأخرى بالتحيز لبعض الأزواج أو تفضيل مشاركين معينين لاعتبارات غير مفهومة. بعض المتابعين عبروا عن شكوكهم في حيادية النتائج، مما أثر على مصداقية البرنامج لدى شريحة واسعة من الجمهور.

مشاعر مستغلة ونسب مشاهدة قياسية

رغم كل الانتقادات، يواصل “لالة العروسة” تحقيق نسب مشاهدة مرتفعة. ويُرجع كثيرون هذا النجاح إلى استغلال المشاعر الإنسانية الرقيقة، كالفرح والحزن والتعاطف، في قالب ترفيهي جذاب. إلا أن البعض يرى في ذلك استغلالًا عاطفيًا غير أخلاقي يخدم مصالح القناة المنتجة على حساب استقرار المتسابقين وحياتهم الخاصة.

هل آن الأوان لإعادة النظر؟

بين سندان الطمع ومطرقة تشتيت الأسر، يبدو أن “لالة العروسة” بحاجة ماسة إلى وقفة مراجعة. فمراجعة آلية الاختيار، طبيعة المسابقات، والرسائل الموجهة للجمهور قد تكون ضرورية لاستعادة روح البرنامج الأصلية: الاحتفاء بالحب الحقيقي لا بالتنافس المادي الأجوف.

هل ستستجيب إدارة البرنامج لهذه النداءات أم أن البحث عن نسب المشاهدة سيبقى العنوان الأبرز؟

كلمات مفتاحية : لالة العروسة، انتقادات لالة العروسة، تأثير لالة العروسة على الزواج، مشاكل برنامج لالة العروسة، لالة العروسة والأسر المغربية، الطمع في لالة العروسة، الخلافات بسبب لالة العروسة، لالة العروسة والسوشيال ميديا.

مغاربة بلا حدود

مغاربة بلا حدود

About Author

مقالات مشابهة

أخنوش
مجتمع

أخنوش : تأهيل أزيد من 33 ألف مسكن متضرر من زلزال الحوز

ترأس رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، يوم الأربعاء 19 مارس بالرباط، اجتماع اللجنة البين وزارية المكلفة بمتابعة برنامج إعادة البناء والتأهيل
مصطفى لخصم
أخبار مجتمع

رئيس جماعة إيموزار كندر مصطفى لخصم يعلن استقالته

أعلن رئيس جماعة إيموزار كندر، مصطفى لخصم، استقالته من منصبه، وذلك بسبب تعثر المشاريع ومحاربة الإصلاحات التي كان يعتزم تنفيذها