مراكش – شهدت المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بمراكش، اليوم الجمعة، انطلاق النسخة الأولى من ورشة “نموذج الأمم المتحدة”، الحدث الذي يجمع بين الهندسة والدبلوماسية السيبرانية في تجربة فريدة من نوعها بالمغرب، تمتد إلى غاية 20 أبريل الجاري، تحت شعار “الدبلوماسية السيبرانية والهندسة: تحالف استراتيجي لعالم الغد”.
ويهدف هذا الحدث العلمي والدبلوماسي إلى تمكين طلبة الهندسة من مهارات الترافع والتفاوض وإدارة الأزمات، مع التركيز على دور المهندس في خدمة الوحدة الترابية للمملكة المغربية، بما ينسجم مع التحولات العالمية التي تملي تطوير نموذج جديد للدبلوماسية يزاوج بين التكنولوجيات الحديثة والدفاع عن القضايا الوطنية.
دبلوماسيون وخبراء يؤطرون الطلبة في قضايا السيادة والرقمنة
الورشة تعرف مشاركة شخصيات دبلوماسية مرموقة وخبراء مغاربة في السياسة الدولية والهندسة والتكنولوجيا، يؤطرون لقاءات مكثفة في مجالات متعددة، منها القانون الدولي، السياسة الخارجية، الدبلوماسية التأثيرية، الدبلوماسية الرقمية، الأمن السيبراني، إدارة الأزمات، والقيادة.
وأكد أنس أبو الكلام، منسق الورشة، أن “العالم يشهد تحولات جيوسياسية وتكنولوجية عميقة، وعلى المهندس أن يتقن تقنيات السياسة الدولية، تكوين التحالفات، والترافع من أجل الدفاع عن المصالح العليا للمملكة، وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية”.
وأضاف أن “المهندس لم يعد فقط فاعلاً تقنياً، بل أصبح اليوم شريكاً استراتيجياً في رسم السياسات، خصوصاً في ظل الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات الحديثة في تحليل البيانات وبناء المواقف الدبلوماسية”.
التركيز على الدفاع عن القضية الوطنية في الفضاء الرقمي
الورشة تروم كذلك تكوين الطلبة ليكونوا سفراء رقميين للقضية الوطنية في المنتديات الدولية والمنصات الرقمية، من خلال التدريب على مهارات الدبلوماسية السيبرانية، والتصدي للأخبار الزائفة والمغالطات التي تستهدف وحدة المملكة الترابية.
وفي هذا الإطار، شددت كريمة مكيكة، عضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، على أن الدبلوماسية الرقمية أصبحت أداة قوية للإشعاع الدولي للمغرب، وأداة فعالة لتوضيح المواقف المغربية بشأن قضية الصحراء، ومجابهة حملات التشويه الإعلامية.
كما أبرز محمد الغالي، عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بقلعة السراغنة، أهمية الرقمنة في حماية الهوية الوطنية وتعزيز التماسك الاجتماعي، داعياً إلى الاستثمار في الفضاء السيبراني لخدمة المصالح العليا للوطن.
إطلاق منصة Sahara Connect ودعم الطاقات المتجددة بالصحراء المغربية
من أبرز مستجدات هذه الورشة، الإعلان عن إطلاق منصة “Sahara Connect”، وهي منصة رقمية جديدة تسعى إلى تعزيز المشاريع التعاونية في مجال الدبلوماسية الرقمية والتنمية المستدامة، خاصة في الأقاليم الجنوبية.
ويتضمن البرنامج تحديات فكرية وابتكارية، أبرزها تحدي “هاكاثون الصحراء الطاقية”، الذي يحمل شعار “تحويل الصحراء إلى مصدر عالمي للطاقة”، في انسجام تام مع توجهات المغرب في مجال الطاقات المتجددة والتنمية المستدامة.
كما تشهد الورشة تنظيم محاكاة لنموذج جلسات الأمم المتحدة، تُمكن الطلبة من الانخراط العملي في صياغة القرارات الدولية والتفاوض حول القضايا الكبرى، في تجربة تعليمية تعزز من قدراتهم التواصلية والتحليلية.
أهمية الحدث في ترسيخ دبلوماسية جديدة يقودها الشباب
هذا الحدث يُعد سابقة وطنية تعكس إرادة المؤسسات الأكاديمية في تكوين جيل جديد من المهندسين الواعيين بأبعاد السيادة الرقمية والدبلوماسية الدفاعية، وذلك تماشياً مع رؤية المملكة في تعزيز حضورها الدولي واستثمار طاقاتها الشابة في الدفاع عن قضاياها الاستراتيجية.
ويمثل اللقاء فرصة للشباب المغربي ليصبح فاعلاً مؤثراً في الفضاء الدولي، ويواكب المتغيرات الجيوسياسية والتكنولوجية التي تجعل من الرقمنة رافعة جديدة للنفوذ الدبلوماسي.
الكلمات المفتاحية:
نموذج الأمم المتحدة في المغرب، الدبلوماسية السيبرانية، المهندس والدبلوماسية، الوحدة الترابية للمغرب، Sahara Connect، الطاقات المتجددة في الصحراء، الورشات الطلابية، ENSA مراكش، محاكاة الأمم المتحدة، الشباب والدبلوماسية، قضية الصحراء المغربية، الأخبار الزائفة، الدبلوماسية الرقمية.
