في تطور أمني لافت، أعلن الجيش اللبناني، اليوم الأحد، عن تسلمه فلسطينياً مشتبهاً بتورطه في عمليات إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل، خلال شهر مارس الماضي، من طرف حركة “حماس”، وذلك بعد تحذيرات رسمية من استخدام الأراضي اللبنانية لتهديد الأمن القومي.
المشتبه به، المعروف بالأحرف الأولى “م.غ”، تم تسليمه عند مدخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، على أطراف مدينة صيدا جنوب لبنان، وهو المخيم الذي يُعتبر من أبرز النقاط الساخنة أمنياً في المنطقة، ويضم عدداً من الفصائل الفلسطينية.
الجيش اللبناني أكد في بيانه أن الشاب متورط في عمليتَي إطلاق صواريخ نُفذتا بتاريخي 22 و28 مارس 2025، تجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، في سياق توترات إقليمية متصاعدة بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي.
وأوضح البيان أن الخطوة جاءت تطبيقاً لتوصيات المجلس الأعلى للدفاع اللبناني، وقرار الحكومة الذي شدّد على ضرورة منع أي جهة من استخدام الأراضي اللبنانية لتنفيذ عمليات قد تعرض البلاد لمخاطر عسكرية أو تؤثر على استقرارها.
وأفاد الجيش أن هذا التسليم جاء نتيجة “سلسلة اتصالات دقيقة” قادتها مديرية المخابرات والمديرية العامة للأمن العام، في إطار الجهود الرسمية اللبنانية لضبط الأوضاع الأمنية داخل المخيمات الفلسطينية، وتفادي التصعيد مع إسرائيل.
السلطات اللبنانية كانت قد وجهت، في وقت سابق، تحذيراً صريحاً للفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حركة “حماس”، بعد إطلاق الصواريخ في مارس، معتبرة أن أي عمل عسكري انطلاقاً من الأراضي اللبنانية يُعد “مسّاً مباشراً بالأمن القومي والسيادة الوطنية”، ويعرّض المتورطين لأقصى درجات الملاحقة القانونية.
هذا التطور يعكس رغبة الدولة اللبنانية في إبعاد نفسها عن أية مواجهة عسكرية مباشرة مع إسرائيل، خاصة في ظل التوترات القائمة على الحدود الجنوبية، وتفادي تكرار سيناريوهات سابقة أدت إلى تصعيد خطير على الأراضي اللبنانية.
في المقابل، لم تُصدر حركة “حماس” حتى الآن أي تعليق رسمي بشأن هذا التسليم، فيما لم تُعلن إسرائيل أي رد فعل مباشر على العملية.
التحقيقات ستتواصل مع “م.غ” تحت إشراف القضاء العسكري اللبناني، وسط توقعات بأن تكشف مزيداً من التفاصيل حول خلية إطلاق الصواريخ وخلفيات تحركها داخل الأراضي اللبنانية.
أسئلة شائعة:
من هو الفلسطيني الذي سلمته حماس للجيش اللبناني؟
الجيش اللبناني أعلن أن المشتبه به يُعرف بـ “م.غ”، وهو متهم بإطلاق صواريخ نحو إسرائيل في مارس الماضي.
أين جرت عملية التسليم؟
تمت عملية التسليم عند مدخل مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا جنوب لبنان.
ما موقف السلطات اللبنانية من تحركات حماس داخل أراضيها؟
السلطات اللبنانية حذّرت من أي أعمال تمسّ بالأمن القومي، وهددت باتخاذ أقصى التدابير القانونية.