أثار الإعلان المفاجئ للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، فجر اليوم الثلاثاء، موجة من التحليلات والتساؤلات داخل الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية، التي اعتبرت الهدنة تتويجاً لضربة إسرائيلية غير مسبوقة، لكنها في المقابل تمثّل فرصة ثمينة لإيران لإعادة ترتيب صفوفها.
وبحسب ما ورد في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، فقد وصف الصحفي الاستقصائي والمحلل الأمني البارز رونين بيرغمان إعلان ترامب بأنه “استعراضي وساخر في آن واحد”، مشيراً إلى أن وقف إطلاق النار جاء في ذروة تصعيد غير مسبوق، شملت خلاله الضربات الإسرائيلية أهدافًا حساسة في قلب العاصمة الإيرانية طهران، من بينها المقر الرسمي للمرشد الأعلى علي خامنئي، ومؤسسات مالية وسيادية.
وتحت عنوان “وقف إطلاق النار ساري المفعول الآن… من فضلكم لا تخرقوه!”، افتتح بيرغمان مقاله بتحليل ساخر لطريقة إعلان ترامب عن الهدنة، معتبرًا إياها “أقرب إلى احتفال تخرّج منهك أكثر من كونها إعلاناً رسميًا عن نهاية تصعيد عسكري خطير”، مضيفاً أن الأسلوب الأميركي في إدارة الأزمات ما زال يحمل قدراً كبيراً من الاستعراض السياسي.
وفي حين اعتبر بعض المحللين الإسرائيليين أن الضربات الأخيرة أفضت إلى إعادة تشكيل ميزان الردع لصالح إسرائيل، فإن آخرين وصفوا الموافقة على وقف إطلاق النار بأنها “قرار غير عقلاني”، يمنح طهران فرصة لالتقاط الأنفاس واستعادة قوتها الإقليمية.
وأشار بيرغمان إلى أن هذه التطورات تفتح الباب أمام أسئلة حساسة تتعلق بمستقبل البرنامج النووي الإيراني، ومصير قطاع غزة، واحتمالات الدخول في ترتيبات إقليمية جديدة قد تتخذ طابع “التسوية الكبرى”، التي لا تزال تفاصيلها غامضة.
وفي ختام مقاله، لفت بيرغمان إلى أن قبول إسرائيل بوقف التصعيد في هذا التوقيت، “رغم نجاح العملية الأمنية”، يعكس ضغوطًا دولية متصاعدة، واحتمال وجود تفاهمات خلف الكواليس، خصوصاً مع إدارة ترامب، التي لا تزال تحاول فرض نهجها الخاص في إنهاء أزمات الشرق الأوسط بـ”لمسات استعراضية لا تخلو من الرمزية والمفارقات”.
