مجتمع

“أيت ولال” بزاكورة تصرخ في صمت: الصحة حلم بعيد المنال!

أيت ولال

في عمق الجنوب الشرقي للمملكة، وتحديدًا بجماعة أيت ولال التابعة لإقليم زاكورة، تتجلى واحدة من أبشع صور التهميش الصحي، حيث يعيش المواطنون معاناة يومية في سبيل الوصول إلى حق أساسي يكفله الدستور: الرعاية الصحية.

على ارتفاعات الأطلس الصغير، وفي ظل وعورة التضاريس وبعد المسافة، يضطر المرضى إلى قطع أكثر من 360 كيلومترًا فقط من أجل معاينة طبية بسيطة أو فحص روتيني. رحلة مكلفة وشاقة لا تحتملها معظم الأسر التي تعيش على الهامش، وتضطر إلى بيع ممتلكاتها البسيطة لتأمين تكاليف السفر والعلاج، إن وُجد.

صحة في مهبّ الانتظار

لا تتوفر جماعة أيت ولال على أي مركز صحي مجهز أو مستشفى قروي يمكنه التكفل بالحد الأدنى من الحالات الاستعجالية أو التوليد أو حتى التشخيص العادي، ما يجعل السكان في مواجهة مباشرة مع الموت، أو في أفضل الحالات، مع رحلة علاجية مرهقة صوب ورزازات أو مراكش أو حتى الدار البيضاء.

النساء الحوامل يخضن معركة مع الوقت والطرقات الوعرة من أجل ولادة آمنة، والشيوخ والمصابون بالأمراض المزمنة ينتظرون حلولًا لا تأتي، بينما الأطفال يواجهون مستقبلاً غامضًا بلا تطعيمات منتظمة أو رعاية طبية مستمرة.

الدستور والواقع.. فجوة متسعة

ينص الفصل 31 من الدستور المغربي على أن الدولة تسعى لتيسير أسباب استفادة المواطنين على قدم المساواة من الحق في العلاج والعناية الصحية. كما يؤكد جلالة الملك محمد السادس نصره الله في خطبه المتكررة على ضرورة تعزيز العدالة المجالية وتوفير الخدمات الأساسية لكل مناطق المملكة، دون استثناء.

لكن في أيت ولال، يتبخر هذا الحق بين الواقع والمأمول، وتبقى الوعود مجرد شعارات تبتعد عن الأرض التي تنزف.

زاكورة.. عمالة تتحول إلى محطة سفر صحّي

لم تعد عمالة زاكورة سوى محطة عبور نحو العلاج في مدن أخرى. مستشفى الإقليم، رغم مجهودات العاملين به، غير قادر على استيعاب الحالات المعقدة، مما يُجبر الأسر على اقتناء تذاكر “النجاة” نحو وجهات بعيدة، في مشهد لا يُشرف مغرب العدالة المجالية.

رسالة مفتوحة إلى الجهات المعنية

لا تطلب ساكنة أيت ولال المستحيل، بل تطالب بأبسط الحقوق: مستوصف مجهز، طاقم طبي قار، إسعاف دائم، وخدمات تحفظ كرامتهم وتمنحهم فرصة للحياة.

كفى من التهميش. كفى من الإنصات الانتقائي. كفى من الوعود المؤجلة.

الصحة ليست امتيازًا، بل حق أصيل. والعدالة الصحية لن تتحقق ما دام الجنوب الشرقي يُعامل كمنطقة نائية منسية.

الأسئلة الشائعة (FAQ):

ما هي أقرب منشأة صحية لساكنة أيت ولال؟
أقرب منشأة طبية مجهزة توجد على بعد يزيد عن 300 كلم، غالبًا بورزازات أو مراكش، ما يجعل الولوج إليها صعبًا ومكلفًا.

هل هناك تدخل من وزارة الصحة؟
إلى حدود اللحظة، لا توجد مشاريع قيد التنفيذ في المنطقة وفقًا لما توصلنا به، رغم توجيه العديد من نداءات الاستغاثة من طرف الساكنة وممثلي المجتمع المدني.

ما المطلوب من الجهات المعنية؟
فتح مركز صحي مجهز في جماعة أيت ولال، وتوفير سيارات إسعاف دائمة، إلى جانب طاقم طبي وتمريضي قار، لضمان الحد الأدنى من الخدمة الصحية.

مغاربة بلا حدود

مغاربة بلا حدود

About Author

مقالات مشابهة

أخنوش
مجتمع

أخنوش : تأهيل أزيد من 33 ألف مسكن متضرر من زلزال الحوز

ترأس رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، يوم الأربعاء 19 مارس بالرباط، اجتماع اللجنة البين وزارية المكلفة بمتابعة برنامج إعادة البناء والتأهيل
مصطفى لخصم
أخبار مجتمع

رئيس جماعة إيموزار كندر مصطفى لخصم يعلن استقالته

أعلن رئيس جماعة إيموزار كندر، مصطفى لخصم، استقالته من منصبه، وذلك بسبب تعثر المشاريع ومحاربة الإصلاحات التي كان يعتزم تنفيذها